ساعات الوحده والظلام تزيد من توتر وخوف الطفله
"مها" لاتزال متكوره كما تركتها
"ريتا" وتركتها امها "عائشة" منذ ان خرجت عصرا متجهه الى الأسواق ومراكز
التسوق
والجمعيات والصالونات الى مايقارب منتصف الليل اوكما هو معتاد.
عينا "مها" الزائغتين لم تؤثر على امها ولو لمره ان تجلس مع ابنتها ولو
لساعات
قليله. لانها كما تقول لها حياه تريد ان تعيشها، لديها دراسه واصدقاء
وصديقات . لم
تنعم عائشه بالراحه منذ ان طلقها زوجها بسبب تهورها ورعونتها الزائدتين .
قبعت "مها" الصغيرة في زاويه من زوايا الصاله محدقه في الظلام حينا وعابثه
باطراف
السجاد حينا آخر، وهي تغالب شعورا بالبكاء. أرادت ان تتحرك من مكانها لكن
شيئا
ما... شيئا خفيا يامرها بالالتصاق بالأرض.
الجو البارد يغريها بالنوم لكنها تغالب هذا الشعور بمرارة
قاسية.. أخذ رأسها يميل الى حجرها قليلا.. قليلا ..رؤى طيفه وخيالات تمضي
امامها..
انها ترى وجه والدها .. فهي لم تره منذ مده طويله.. آه .. هي تمضي
نحوه..يضمها الى
صدره الحنون، تريده ان يمسح على راسها كما عودها منذ الصغر لتشعر بالدفء
المفقود..
لاتعرف لماذا لم تعد تراه؟ منذ زمن طويل وهو غائب عن البيت. تريده ان
يخلصها من
آلامها..جسمها الصغير النحيل لم يعد يتحمل كل هذا.
تقول لماذا يا ماما فعلتي بابي ذلك.... لماذا؟
"